أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان :”الإدمان وأثره علي الفرد والمجتمع”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 22 من شعبان 1438هـ، الموافق 19 مايو 2017م

خطبة بعنوان :“الإدمان وأثره علي الفرد والمجتمع”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 22 من شعبان 1438هـ، الموافق 19 مايو 2017م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

الحمد لله رب العالمين .. يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين ..وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه القائل لأبي الدرداء رضي الله عنه :“لا تَشْرَبِ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ”(البخاري ومسلم ). اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً..  أما بعد فيا جماعة الإسلام :

 يقول الله تعالي :” وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا “( النساء/29). فقوله تعالي :” وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ “أي : بارتكاب محارم الله وتعاطي معاصيه .. ” إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ” أي  : فيما أمركم به ، ونهاكم عنه من ارتكاب المحرمات وتعاطي المسكرات والمخدرات التي تبدد المال وتهلك الجسم..  وعن ابن عباس : أن عمرو بن العاص صلى بالناس وهو جنب ، فلما قدموا على رسول الله صلي الله عليه وسلم  ذكروا ذلك له ، فدعاه فسأله عن ذلك ، فقال : “يا رسول الله ، خفت أن يقتلني البرد ، وقد قال الله تعالى:” وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  ” قال : فسكت عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم  . ثم أورد ابن مردويه عند هذه الآية الكريمة من حديث الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  : ” من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده ، يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بسم ، فسمه في يده ، يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه ، فهو مترد في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ” .(متفق عليه).

وكذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ” من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة ” . ( أخرجه الجماعة في كتبهم من طريق أبي قلابة).  وفي الصحيحين من حديث الحسن ، عن جندب بن عبد الله البجلي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  : ” كان رجل ممن كان قبلكم وكان به جرح ، فأخذ سكينا نحر بها يده ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله عز وجل : عبدي بادرني بنفسه ، حرمت عليه الجنة.. “..وقد يتسبب في قتل نفسه وآخرين عندما يكون مخموراً فعشرات السائقين يتعرضون للقتل كل يوم  كما إن المدمنين السائقين المخمورين يقتلون  ألافاً كل عام, وحينما تستمع لتقرير  إدارة سلامة المرور في أي دولة  تجد  أن عدد الأشخاص الذين قتلوا فقط في حوادث سيارات يقودها مخمورون أكثر من عدد ضحايا حرب فيتنام, وأن ثلاثة من البشر يقتلون, ويصاب ثمانون بجراح مختلفة, كل ساعة يومياً, وأن شخصا من كل شخصين سوف يتعرض خلال حياته لحادثة مروعة علي الأقل من السائقين المخمورين! .وقد نهي الإسلام عن ترويع الآدمي حتى ولو لم يقتله أو يصيبه بعاهة مستديمة . وقد نهي الإسلام حتي عن الترويع  عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” مَنْ رَوَّعَ مُسْلِمًا رَوَّعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ أَفْشَى سِرَّ أَخِيهِ أَفْشَى اللَّهُ سِرَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ(أبو داود وأحمد والبيهقي). فحرَّم الإسلام كلَّ ما يضرُّ بالفرد أو الأسرة أو المجتمع، وأحلَّ كل ما هو طيِّب ومفيد للبشر جميعًا، فما حرَّم الله شيئًا إلاَّ عوَّض الناسَ خيرًا منه، فقال الله تعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ”(الأعراف/ 157).  

 

علاج الإسلام للإدمان التدرج في الإقلاع :

أخوة الإيمان :

 يقول الله تعالي :” ويحل لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ  ” (الأعراف/157). والخبائث  تلك المخدرات فهي  الآفة العظيمة التي أذهبت الأرواح ودمرت البيوت ويتمت الأطفال ورملت النساء. كم من مجنون بسبب تعاطيها , وكم من سجين بسبب ترويجها , وكم من دفين تحت التراب بسبب جرعاتها !!! إنها المخدرات..  فالمخدرات تعتبر أكثر ضررا من الخمور لشدة تأثيرها على العقل فالخمور تهلك الإنسان وتميتة. لذلك حرم الدين الاسلامى تعاطي هذه السموم لخطورتها على صحة الفرد ونشرها بين أفراد المجتمع.

ولأن النفس البشريَّة تميل دائمًا إلى تحقيق رغباتها – دون نظر إلى ما يَتَرَتَّب على ما تقترفه من مضارَّ جسيمةٍ – فقد أرشد الإسلام أتباعه إلى كبح جماح أنفسهم، وسَنَّ لهم الأحكام والتشريعات والقوانين الوقائيَّة والعلاجيَّة لحلِّ كل مشكلة تعترضهم، ثم كانت سيرة رسول الله   خير تطبيق لهذه الأحكام والتشريعات.

أولاً: العلاج الرباني : الحل الرباني لمشكلة إدمان الخمور والمسكرات التدرج في حل المشكلة ..وكانت قد تغلغلت في نفوس العرب جميعًا؛ حتى إنهم كانوا يمدحونها في شعرهم؛ حيث تبدأ القصائد عادة بذكر الأطلال ثم وصف الخمر.. كما كانوا يشربونها في بيوتهم وأنديتهم ومنتدياتهم؛ ولذا فقد جاء الحلُّ الرباني للمشكلة حلاًّ حاسمًا، ودالاًّ بشكل واضح على أنه وحي من ربِّ العالمين. لقد نزلت الآيات القرآنيَّة لتحلَّ المشكلة في تدرُّج مدهش، فكان أوَّل ما نزل في تنفير الناس مِنْ شُرْبِ الخمر قوله تعالى:”وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُون”(النحل/67).  فوصف الله تعالى الرزق بالحَسَن، ولم يصف السكر بذلك؛ تمهيدًا لتحريم الخمر، ثم لفت الأنظار إلى آثارها الضارَّة التي تَفُوقُ ما فيها من منافع محدودة، فقال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا”(البقرة/219).  وفي مرحلة لاحقة حرَّم تعاطيها قبل أوقات الصلاة؛ بحيث لا يأتي وقتُ الصلاة إلاَّ والواحد منهم في أتمِّ صحوة، فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ”( النساء/ 43).  وبعد أن تهيَّأت النفوس لتحريمها – وأصبحوا يتطلَّعون إلى اليوم الذي تُحَرَّم فيه تمامًا، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا”( النسائي وأحمد والحاكم ). ثم جاء التحريم القاطع في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”(المائدة/ 90).   ولأن عائشة -رضي الله عنها- تعرف جيِّدًا عمق مشكلة الخمر في نفوس المجتمع الجاهلي؛ لذلك قالت عن التدرُّج الذي نزلت به الآيات: “… ولو نزل أوَّل شيء: لا تشربوا الخمر. لقالوا: لا نَدَعُ الخمرَ أبدًا..”(البخاري والبيهقي). . ولكن المجتمع – الذي ربَّاه النبي صلي الله عليه وسلم  على مراقبة الله تعالى – امتثل لأوامره سبحانه وتعالي فور نزولها على نبيِّه صلي الله عليه وسلم ، فعن أنس بن مالك   أنه قال: كنتُ ساقي القوم في منزل أبي طلحة، وكان خمرهم يومئذ الفضيخ: البسر والتمر، والفضيخ أن يصبّ عليه الماء ويتركه حتى يغلي من غير أن تمسه النار). ، فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم  مناديًا ينادي: “ألا إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ”. قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأَهْرِقْهَا(أريقها ). فخرجتُ فهرقتها، فَجَرَتْ في سِكَكِ المدينة”(ابن ماجة والحاكم ).

ثانياً: العلاج النبوي :

 إخوة الإيمان  :” ومع نزول هذا التحريم القاطع من الله سبحانه وتعالي  جاء الحل النبوي لمشكلة إدمان الخمور، فقد استمرَّ تنفير رسول الله صلي الله عليه وسلم  لأصحابه منها، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم  لأبي الدرداء: “لا تَشْرَبِ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ”(البخاري ومسلم ). بل ولعن رسول الله صلي الله عليه وسلم كل مَنْ يقوم بصناعتها وبيعها وشُرْبها، فقال صلي الله عليه وسلم : “لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ”(أبوداود والترمذي وابن ماجة وأحمد ). ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم  لم يُغلق باب التوبة أمام هؤلاء المدمنين؛ بل جعله مفتوحًا، حتى لو تكرَّر الخطأ أكثر من مرَّة؛ حيث ربط رسول الله صلي الله عليه وسلم بين التخويف من سخط الله وعقابه في الآخرة وعدم توبتهم إليه سبحانه وتعالي ، وهذه هي عظمة رسول الله صلي الله عليه وسلم  في معالجته لمثل هذه المشكلات المتجذِّرة في مجتمع ما، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : “مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. قالوا: يارسول الله، وما رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ:”عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ”(أبوداود والترمذي).

كما جعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم  وصيَّة من الوصايا التي خصَّ بها بعض أصحابه؛ وفي ذلك دلالة على تنفير الأُمَّة منها، ووقايتهم من الوقوع في شِرَاك كلِّ مسكر أو مخدِّر، فيروي أبو الدرداء أن رجلاً جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم  فقال:” أوصني يا رسول الله. قال: “لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ… وَلا تَشْرَبِ الْخَمْرَ…”(ابن ماجه وأحمد والحاكم).  ويؤكِّد رسول الله صلي الله عليه وسلم على مضارِّها على صحَّة الإنسان؛ فيقول للصحابي الذي سأله عن استخدام الخمر كدواء: “إِنَّهَا دَاءٌ، وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ”(أحمد وابن حبان). 

أضرار الخمور والمخدرات :

عباد الله  :” ثم يُواصل رسول الله صلي الله عليه وسلم  تعليم أُمَّته مضارَّ الخمر – بطريقة أخرى – بِذِكْرِ قصص السابقين؛ حتَّى يَتَّعظ منها مَنْ كان له عقل يفكِّر، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: “اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلاَ قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ، فَعَلِقَتْهُ(عشقته وأحبته )امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ. فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلاَمٌ وَبَاطِيَةُ(إناء من الزجاج عظيم يُمْلأ من الشراب) خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلاَمَ. قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا. فَسَقَتْهُ كَأْسًا، قَالَ: زِيدُونِي. فَلَمْ يَرِمْ[فلم يبرح ولم يَتْرُك]حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لاَ يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلاَّ لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ”(النسائي وابن حبان والبيهقي). . ورسول الله صلي الله عليه وسلم  حين يعالج مشكلة ما فإنه لا تشغله كثيرًا الأسماء بقدر ما تشغله المسمَّيَات؛ فهو حين حرَّم الخمر حرَّم كذلك كل ما تنطبق عليه صفتها من إذهاب العقل، أيًّا كان مصدر هذا الشراب؛ العنب أو التمر أو غيرهما، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلي الله عليه وسلم  أنه قال: “كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ”(البخاري ومسلم). . وقالت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- في حديث آخر يُبَيِّنُ أن كل أنواع المسكرات والمخدِّرات مُحَرَّمة شرعًا؛ لأنها تُهلك الفرد، وتُضْعِف المجتمع: “نَهَى رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ”(المفتر: كل شراب يورث الفتور والخدر في الأطراف).( انظر: العظيم آبادي: عون المعبود شرح سنن أبي داود 10/92).(أبو داود وأحمد). كما نجد رسول الله صلي الله عليه وسلم  يُحَرِّم كل شيء يضرُّ بصحَّة الإنسان، فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :”لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ”(ابن ماجة وأحمد والحاكم ). فما ينطبق على الخمر من تحريم وعقوبات ينطبق على المخدرِّات وغيرها من السموم التي تضرُّ الإنسان. وبعدما استقرَّ التحريم، كانت التشريعات واضحةً في معاقبة مَنْ يُقْدِم على تناول المسكرات، وكان تطبيق رسول الله صلي الله عليه وسلم  لهذه التشريعات تطبيقًا رائعًا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي صلي الله عليه وسلم  ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ”(البخاري ومسلم ). وعن قَبِيصَة بن ذُؤَيْب، أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ..”( أبوداود والنسائي وأحمد). . ولكنَّ الهدف من العقاب في نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يُدمن المسكرات أو المخدِّرات، وليس التشفِّي أو الانتقام من صاحبها؛ فهو شخص مريض في حاجة إلى العلاج؛ لذلك عَمِل رسول الله صلي الله عليه وسلم  على تأصيل هذه المعاني في نفوس الصحابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه  أنه قال: أُتِيَ النبيُّ صلي الله عليه وسلم  برجل قد شرب، فقال: “اضْرِبُوهُ”. فقال أبو هريرة: فمِنَّا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلمَّا انصرف قال بعض القوم: أخزاكَ الله. قال: “لا تَقُولُوا هَكَذَا، لا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ”( البخاري وأبو داود وأحمد).

هكذا عالج النبي صلي الله عليه وسلم  مشكلة المسكرات والمخدِّرات معالجة عمليَّة متدرِّجة مبنيَّة على تقوى الله أوَّلاً، والخوف من عصيانه؛ فهو الآمر بتحريم كل مسكر، ثم بِسَنِّ القوانين الرادعة التي تعالج – أيضًا – كل نفس تخرج عن السلوك السَّوِيِّ، وفي ذلك صلاح للفرد والمجتمع. هذا هو منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم  في حلِّ مشكلات عصره ..

الحكمة من تحريم الإسلام للخمور والمسكرات :

أيها الناس : حرم الإسلام الخمر والمسكرات وما في حكمها, تحريماً باتا ًقاطعاً قليله وكثيره, وسواء أدي إلي السكر وغياب الوعي أم لم يؤد إليه, والحكمة العظيمة من وراء ذلك هي منع المسلم من مجرد تذوق الخمر أو الاقتراب منها لأن إباحة القليل ثم طلب التوقف عند حد معين أمر لا جدوى منه إذ إن الشارب يستدرج شيئا فشيئاً, وتأسره العادة, وإذا به قد انتهي إلي الإدمان الحاد المزمن وهذا ما يؤكد عظمة الإسلام في محاربة الإدمان والوقاية منه وإعجاز الثقافة الإسلامية وانتصارها علي غيرها من الثقافات الغربية التي يتباهي البعض بالأخذ منها والانتماء إليها!! ففي الإسلام تعتبر الخمر رجساً من عمل الشيطان, والقرآن الكريم يأمر المسلمين باجتنابها فقال تعالي :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(المائدة/90).    وعلي هذا كان نصيب العالم الإسلامي من هذه المشكلة أقل كثيراً من غيره, بسبب ما يحمله الدين الإسلامي من عقيدة وثقافة وتشريع يحول دون الوقوع في براثن هذا المرض الخطير.

وإذا  نظرنا حولنا لنتعرف علي أسباب تحريم الإسلام للخمر فقد أثبتت الدراسات الطبِّيَّة الحديثة إصابة الذي يتناول الخمر بالعديد من الأمراض؛ مثل: مرض تليُّف الكبد؛ فالخمور تسبِّب تحطيمًا لخلايا الكبد، وتقوم بترسيب الدهون فيها، وكذلك تُصيب الجهاز الهضمي باضطرابات مختلفة؛ فيفقد الإنسان شهيَّته للطعام، ويُصاب بسوء التغذية ونقص الفيتامينات، كما تؤثِّر على الأعصاب، وعضلة القلب، والعناصر المكوِّنة للدم  أما في الغرب فقد تضخمت هذه المشكلة في القرن الأخير, وظلت تتفاقم وتتفاقم معها مشكلات عديدة ناتجة عنها, كالاعتداء علي الأشخاص, والإخلال بالآداب, وهتك العرض, والقتل, حتى أصبحت واحدة من أخطر المشكلات الاجتماعية والصحية.

ومعني هذا أن القضاء علي الإدمان يخفض معدلات هذه الضروب من الجريمة بهذه النسب الكبيرة, لهذا كانت نظرة الإسلام إلي الخمر من جانبين, وتحريمه للشرب لهدفين:

فالخمر تذهب العقل, وإذا ذهب العقل عجز الإنسان عن التحكم في غرائزه ودوافعه, وانتهك النظم والشرائع والقوانين لذلك كان تحريم شرب الخمر لذاته, وكان أيضا بمثابة تدبير وقائي ضد جرائم أخري, كما أن الجلد ـ كحد لشرب الخمر ـ عقوبة وتدبير وقائي في الوقت نفسه.

هذا بالإضافة إلي أن المدمن يشكل عبئاً ثقيلاً علي أسرته وعلي مجتمعه فالإدمان يؤدي إلي تدهور الشخصية, والاختلال العقلي, وتدهور السلوك الخلقي كذلك قد تتعطل قدرة المدمن علي أداء وظيفته بسبب كثرة النسيان وبطء الفهم وانعدام الفكر, وقصر مدي الانتباه, وتتبدد طموح المريض ويفتقد اهتمامه بمساعدة نفسه ويطلب من أسرته أن تعوله ثم سرعان ما يصبح شخصا غير مسئول لا يعتمد عليه.

وتعظم مصيبة هذه الكارثة عندما يقع فيها الأطفال في الصغر, فإذا ما نشأ الأطفال علي تعاطي المخدرات, فإن إدمانهم لها في شبابهم ورجولتهم يصبح شبه مؤكد, كما أن خطورة هذه الظاهرة علي الصحة والأمن القومي له عواقب وخيمة وأثار سيئة ..

الخطبة الثانية :

الحمد لله  رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد فياإخوة الإسلام :

 

 وإذا كان الإسلام قد وقف موقفاً حازماً تجاه هذه الجريمة حفاظاً علي أبنائه .إلآ أنه لم يسلم أبناؤه من تلك الشرور والآثام  ..ففي هذه الأيام تتعرض الأمتين الإسلامية والعربية لكثير من المؤثرات والحروب الخفية والعلنية ، ومن ذلك دعوات التشكك والغزو الثقافي ، وحملات التحريض والوقيعة بين أبناء الأمة الواحدة ورفاق السلاح ، بحيث يوجه السلاح إلى صدور بعضنا البعض بدلا من أن يوجه إلى قلب العدو الحقيقي للإسلام وللعروبة ، ولذلك نجد أن الدماء المسلمة تراق بأيدي مسلمة أيضا ، وتلك مأساة العصر .

ومن بين هذه الحملات التي تستهدف النيل من كيان المجتمع الإسلامي تصدير كميات كبيرة من المخدرات والكحول إليه ، وما إليها من سموم بيضاء تقتل من يتعاطاها سريعا أو بطيئا .تعاطيها يؤدي إلى هدم الصحة وذهاب العقل وفقدان الوظيفة وانحطاط الكرامة وتفكك الأسرة والفقر والإفلاس وبالتالي تؤدي بصاحبها إلى ارتكاب الجريمة والانحراف، فهناك كثير من الجرائم التي يرتكبها أصحابها بسبب تورطهم في إدمان الخمور أو المخدرات حيث تعجز إمكاناتهم المالية من سد عادتهم المرضية السيئة فيلجئون إلى السرقة والاختلاس أو السلب أو النهب أو التزوير أو إعلان إفلاس تجارتهم وبيع ما يمتلكون. ولذلك تسارع أسرهم بفرض الحجر عليهم لمنعهم من التصرف في أملاكهم تصرفا سيئا .

والمعروف أن الدخل العادي للفرد يصبح غير كاف في حالة التورط من الإدمان، يضاف إلى ذلك أن هذا الدخل يأخذ في التضاؤل والنقصان بتدهور حالة المريض يوما بعد يوم حتى ينتهي به الحال إلى التسكع والتشرد والبطالة وكلها جرائم يعاقب عليها القانون . وبدلا من أن يكون الفرد قوة إنتاجية تضيف الخير للمجتمع ، يصبح عالة عليه .

 

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات

أيها الناس :المخدرات تفتك بالمال، مال الفرد ومال الأمة فهي تخرب البيوت العامرة وتيتم الأطفال، وتجعلهم يعيشون عيشة الفقر والشقاء والحرمان، فالمخدرات تذهب بأموال شاربها سفها بغير علم إلى خزائن الذئاب من تجار السوء والعصابات العالمية والفرد الذي يقبل على المخدر يضطر إلى استقطاع جانب كبير من دخله لشراء المخدر، وعليه تسوء أحواله المالية ويفقد الفرد ماله الذي وهبه الله إياه .

ومن الأضرار الاقتصادية أنها تجعل الأفراد قليلي الإنتاج فتخسر الدولة جزءاً من خيرة شبابها الذين تنتهي رحلتهم سريعاً مع الإدمان إما بالجنون أو الوفاة ، وهذه خسارة كبرى وضرر فادح بالاقتصاد الوطني ، يتحمل سوء تبعاته الأمة جمعاء ، ويؤدي بها لا محالة إلى التلف والضعف والإعياء .

الآثار السياسية لتعاطي المخدرات

عباد الله :”إن أخطار المخدرات وتعاطيها يزداد يوماً بعد يوم، لدرجة أن أصبحت مواجهة هذه الأخطار معركة حقيقية وشرسة نخوضها مع تجار هذه السموم التي أصبحت على قدر بالغ من القوة والثراء، وتديرها منظمات وشخصيات كبرى ، والأمر بذلك لم يعد مقتصراً على أشخاص فرادى، بل أن هناك منظمات دولية بات خطرها على الصعيد السياسي أمر واضح وخطير، فهناك دولاً بعينها وراء هذا التورط المتزايد في عالم المخدرات، وان هذا التنظيم الدولي يستخدم المخدرات كسلاح من أسلحة الحرب ضد الشعوب المستهدفة، وأنه يرمي إلى زرع الوهن والضعف بين شباب الأمة المستهدفة، والذي سيفقد مع المخدرات كل إرادته وعنفوانه ويستسلم للاضمحلال والتفكك وهو ما تحققه المخدرات أكثر من أي سلاح آخر .

وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الصهيونية العالمية من أخطر هذه المنظمات فمن خلال مالها من أياد مدمرة في أنحاء العالم وقنوات تحميها ومنافذ وعملاء روجت المخدرات وخاصة في دول العالم الإسلامي بهدف القضاء على ثروة هذه البلاد ، المتمثلة في شبابها الواعد حتى يتم الانحلال الخلقي فيها ، وتشيع الفاحشة ويصبح الشباب في خواء روحي وعقائدي ، ويصبح خائر القوى غير مؤثر في الحاضر، عديم التأثير في المستقبل وبذلك تسلب قوى الأمة وتصبح عديمة القيمة ، تابعة لا متبوعة مقوده لا قائد ه وتكون نهايتها الهلاك المحتوم.. 

أثر الإدمان علي العلاقات الأسرية :

    عباد الله :” إن من أهم المشكلات الاجتماعية المسببة للإدمان كثرة الخلافات الأسرية والطلاق وتشرد الأبناء، وأن الإدمان يؤدي إلى تزايد حوادث العنف والاغتصاب والسرقة والقتل والانتحار، بالإضافة إلى كثرة المخالفات القانونية وانتهاك القانون، وأن الإحصاءات تشير إلى أن إدمان المخدرات أدى إلى تزايد جرائم الاغتصاب   بالإضافة إلى عدد كبير  من حوادث العنف .. فقد أظهرت الأبحاث العلمية أن 85% من قضايا الطلاق وعدم الاستقرار العائلي ناجمة عن المخدرات. و على سبيل المثال وليس الحصر لو تعرضنا لبعض الجرائم البشعة التي يندى لها الجبين وتهتز لها القلوب وترفضها كل الأعراف، والتي قام بها مدمنون في حق ذويهم وأنفسهم من قبلهم ما كفانا حصر .

فكثير من الجرائم كان ورائها مدمنين، فمن إقدام مدمن على اغتصاب ابنته في نهار رمضان، وهو تحت تأثير المادة المخدرة، دون أن يكترث لتوسلاتها أو دموعها، بينما قام مدمن آخر بقتل ابنه الصغير، وببساطة انطلق بسيارته وألقى بجثته في الطريق، كما اضطر أحد المدمنين لتقديم ابنته لمروج المخدرات في سبيل الحصول على جرعة صغيرة من الهيروين.

اغتصاب الموتي:

إخوة الإيمان والإسلام :وتحت تأثير المخدرات قام شاب باغتصاب جثث سيدات، فبعد أن كان طالباً جامعياً مستقيماً يلقبه زملاؤه بالعذراء بسبب خجله وحيائه الشديدين. تحول الشاب الخجول إلى كارثة انتبه إليها الأب عندما ضبطه يحاول اغتصاب قبلة من الخادمة، وبسؤاله علم أنه تحول إلى مدمن بفضل صديقه في كلية الآداب الذي قدم إليه أول سيجارة محشوة تساعده على التخلص من حيائه. ومن يومها تحول الخجول إلى وحش لم يكتف بتدخين البانجو فسقط في بئر إدمان الهيروين، ولم يقنع بتقبيل الخادمة فقام باغتصابها، وكانت فضيحة أسكتها والده بتعويض والدة الخادمة بعشرين ألف جنيه لإنقاذ ابنه من السجن. بسبب صديقه المجرم  وصدق الرسول صلي الله عليه وسلم  حين يقرر أن :”المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل.(أبوداود والترمذي).

ويواصل الشاب مشواره في طريق الضلال فجرب مواقعة الساقطات في الطرقات، وتحول إلى الشذوذ الجنسي فكان يبيع جسده للشواذ مقابل شمة هيرويين، وفوجئ الأب بفصل ابنه من الكلية فأسرع لإنقاذه وعنفه، ووعده الابن بالاستقامة حتى اطمأن إلى وعوده الخادعة ، لكنه فوجىء بهروبه من المنزل بعد أن افترسه الإدمان، وعلم أنه اتخذ من مقابر البساتين وكرا لإدمانه وشذوذه، فقد قرر الشاب ممارسة متعة جديدة وأتى بفعلة لا يصدقها عقل، فما إن فرغ المشيعون من دفن جثة فتاة صغيرة ماتت بالسكتة القلبية حتى انقض على المقبرة وفتحها دون خوف ولا خجل واخذ يمارس الجنس مع الجثة التي جردها من الكفن.

وأدمن الشاب انتهاك حرمات الموتى في الظلام الدامس حتى شك قريب أحد الموتى أن قبر ابنته تم نبشه، وبالفعل فتح الرجل القبر ليشاهد جثة ابنته التي دفنها بالأمس قد انتهكت،. فقرر فورا عمل كمين حتى يشاهد الملعون الذي لا يراعي حرمة الموتى. وبالفعل تم الايقاع به بعد أن شاهده أهالي الموتى الإناث اللاتي توفين حديثا، وانقضوا عليه ليشبعوه ضربا وركلا حتى كاد يلفظ أنفاسه بين أيديهم، لولا تدخل رجال الشرطة الذين قادوه إلى قسم الشرطة وهناك تم اتهامه بانتهاك حرمة الموتى وتم إيداعه السجن ..

اللهم عافنا واعفو عنا وباعد  بيننا وبينا المعاصي كما باعدت بين المشرق والمغرب ..واحفظ أولادنا وبناتنا ومصرنا من كل مكروه وسوء يارب العالمين ..

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »